آداب الطعام ودلائل النهي الشديد عن الأكل والشرب بالشمال
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن النبي صلى الله عليه وسلم لم يأكل بشماله قط، ولم يشرب بها، بل ثبت عنه صلى الله عليه وسلم النهي الشديد عن الطعام والشراب بالشمال.
ففي صحيح مسلم وغيره أنه صلى الله عليه وسلم قال: إذا أكل أحدكم فليأكل بيمينه، وإذا شرب فليشرب بيمينه، فإن الشيطان يأكل بشماله ويشرب بشماله. وقال صلى الله عليه وسلم: كل بيمينك وكل مما يليك. متفق عليه.
وفي صحيح مسلم أن رجلا أكل عند النبي صلى الله عليه وسلم بشماله فقال له: كل بيمنيك، قال: لا أستطيع. قال: لا استطعت، ما منعه إلا الكبر، فما رفعها إلى فيه.
وللمزيد من الفائدة عن كيفية أكله صلى الله عليه وسلم وشربه وآداب الطعام نرجو الاطلاع على الفتويين
والله أعلم.
——————
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: الفتوى رقم
فإن هنالك آداباً للأكل ينبغي تعليمها لمن يستطيع إدراكها وتطبيقها من أولادنا، ومنها:
1- غسل اليدين قبل الطعام، ليتفادى ما قد يكون عليهما من الأوساخ، ولأنه أنفى للفقر، لما رواه الترمذي وأبو داود من حديث سلمان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “بركة الطعام الوضوء قبله، والوضوء بعده”.
2- الدعاء بالبركة، لحديث: “إذَا أكَلَ أحَدُكُمْ طَعَاماً فَلْيَقُلْ: اللّهُمّ بَارِكْ لَنَا فِيهِ وَأطْعِمْنَا خَيْراً مِنْهُ، وَإذَا سُقِيَ لَبَنَاً فَلْيَقُلْ اللّهُمّ بَارِكْ لَنَا فِيهِ وَزِدْنَا مِنْهُ، فَإِنّهُ لَيْسَ شَيْءٌ يُجْزِىءُ مِنَ الطّعَامِ وَالشّرَابِ إلاّ اللّبَن”. رواه أبو داود من حديث ابن عباس.
3- التسمية قبل الأكل، والمراد أن يقول: بسم الله، لحديث: “إذا أكل أحدكم طعاماً فليقل: بسم الله، فإن نسي في أوله، فليقل: بسم الله في أوله وآخره” رواه الترمذي وأبو داود وابن ماجه وأحمد من حديث عائشة رضي الله عنها.
4- الأكل باليد اليمنى، لحديث: “لا يأكلن أحد منكم بشماله ولا يشرب بها، فإن الشيطان يأكل بشماله ويشرب بها“. رواه مسلم من حيث عبد الله بن عمر ، ولحديث: “يا غلام سم الله، وكل بيمينك، وكل مما يليك”. رواه البخاري وغيره من حديث عمر بن أبي سلمة.
5- أن يأكل مما يليه، للحديث السابق، ولحديث: “البركة تنزل وسط الطعام، فكلوا من حافتيه ولا تأكلوا من وسطه”. رواه الترمذي من حديث ابن عباس وصححه.
6- الأكل بثلاث أصابع، لحديث كعب بن مالك السلمي في مسلم قال: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأكل بثلاث أصابع، ويلعق يده قبل أن يمسحها”.
7- أكل اللقمة الساقطة، لحديث: “إذا سقطت لقمة أحدكم فليمط عنها الأذى وليأكلها، ولا يدعها للشيطان، وأمرنا أن نسلت القصعة. قال: فإنكم لا تدرون في أي طعامكم البركة”. رواه مسلم من حيث أنس.
8- أن لا يأكل متكئاً، لحديث: “أما أنا فلا آكل متكئاً”. رواه البخاري والترمذي من حيث أبي جحيفة. واختلف في صفة الاتكاء. قال الحافظ ابن حجر: فقيل: أن يتمكن في الجلوس للأكل على أي صفة كان. وقيل: أن يميل على أحد شقيه. وقيل: أن يعتمد على يده اليسرى من الأرض. قال الخطابي: تحسب العامة أن المتكئ هو الآكل على أحد شقيه، وليس كذلك، بل هو المعتمد على الوطاء الذي تحته.
9- إكرام الخبز والطعام، وعدم إهانته بالبصاق أو المخاط إلا لضرورة، لحديث: “أكرموا الخبز” أخرجه الحاكم في (المستدرك)، وصححه ووافقه الذهبي، وأخرجه البيهقي في (الشعب) عن عائشة، وصححه السيوطي. قال المناوي في (فيض القدير): أكرموا الخبز بسائر أنواعه، لأن في إكرامه الرضى بالموجود من الرزق، وعدم الاجتهاد في التنعم وطلب الزيادة.
10- أن لا يعيب الطعام كأن يقول: هذا مالح أو حامض أو غليظ أو رقيق، لحديث مسلم وغيره عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: “ما عاب رسول الله صلى الله عليه وسلم طعاماً قط، كان إذا اشتهى شيئاً أكله، وإن كرهه تركه”.
11- أن يحمد الله تعالى بعد طعامه، لحديث: “كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أكل أو شرب قال: الحمد الذي أطعمنا وسقانا وجعلنا مسلمين”. رواه الترمذي من حديث أبي سعيد.
فينبغي للمسلم أن يحافظ على هذه الآداب، وأن ينشئ أولاده عليها من صغرهم، حتى يتعودوا عليها، ولكن بما أن الولد المذكور ما زال في السنة الثانية من عمره، فالغالب أن مثله لا يمكن له أن يأكل استقلالاً.
والله أعلم.
————————————–
السؤال
س: أنا أشول وآكل باليد اليسرى، ولا أستطيع الأكل باليد اليمنى، فهل في ذلك كراهية علما بأني حاولت استخدام اليد اليمنى ولم أستطع.
الفتوى 34327
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فيكره الأكل والشرب بالشمال عند جماهير أهل العلم، وذهب بعضهم إلى تحريمه لورود الأمر بالأكل والشرب باليمين، والنهي عن ذلك بالشمال في أحاديث كثيرة، منها ما رواه مسلم عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا أكل أحدكم فليأكل بيمينه، وإذا شرب فليشرب بيمينه، فإن الشيطان يأكل بشماله ويشرب بشماله. وروى البخاري ومسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لـ عمر بن سلمة : كُل بيمينك وكل مما يليك.
وفي صحيح مسلم عن سلمة بن الأكوع أن رجلاً أكل عند رسول الله صلى الله عليه وسلم بشماله فقال: كل بيمينك، قال: لا أستطيع. قال: لا استطعت، ما منعه إلا الكبر. قال: فما رفعها إلى فيه.
والأحاديث في هذا كثيرة فلا يليق بالمسلم مخالفتها والتشبه بالشيطان وأهل الكبر. وهذا عند القدرة على الأكل باليمين. أما عند العجز فلا حرج في ذلك. قال الإمام النووي في شرح مسلم : وكراهتهما- أي الأكل والشرب – بالشمال .. وهذا إذا لم يكن عذر، فإن كان عذر يمنع الأكل والشرب باليمين من مرض أو جراحة أو غير ذلك فلا كراهة. اهـ.
والله أعلم.